من أغـرب التـبريـرات فـي كـل الـعـصـور والـحـكـومـات الـعـراقـيـة أن حـكـومـة تـبـرر قــتـل مـواطـنـيـها فـي وضـح الـنهار وفـي شـوارع العـاصمـة بـغـداد والـمـدن الـرئيـسيـة بـأنـه (عـمـل ارتـكـبـه مـجـهـولـون وأنـهـا لا تتعرف عـنه شيـئا ) كمـا تـم تسمـيـته إصـطلاحاً بالـطرف الثـالث !! فـإن صـح هذا التتبرير المـضحـك المـبـكي فإنـه يـعـنتي أن هـذه ليـست حكـومة حقـيـقـية لأنـها فـاقـدة للـسيـطرة عـلى أجـهـزتـها بـل هي لا تـعـرف مـن الـذي قـتـل أكـثر من 800 شـاباً عـراقـيـاً احتـجوا عـلى الـبـطالة وسوء الخـدمـات وفساد النــظام وسطـوة المـلـيشيـات الإرهابـية ، كـما لا تـعرف هـذه الحــكومـة من تسبـب بجـرح وإعـاقـة أكـثر من 20000 متـظـاهــر نـتـيجة إطـلاق الرصـاص الحـي علــيهم فـي العـاصمة بـغـداد ومــدن العــراق الأخـرى !! لـذلك على هـذه الحـكومـة أن تسـتـقـيل وتـتيح المـجـال لــحكومة أخـرى قـادرة عـلى ضـبط أجـهزتـها وحـماية شعـبها مـن هـؤلاء (الإرهـابـيـين ) . وهـنـا لابـد مـن الإشارة إن هــذه الحـكـومة العــراقـية تــعلم من هـم هـؤلاء الـقتـلة لـكـنها تتــستر عليـهم خشيـة مـنهم أو طمـعاً في دعــمهم ومسـانـدتهم لها فإنها شـريكة لـهم في الجريـمة ويـجب مـحاسبة المسؤوليـن المـباشـرين عـن هذا التـواطـؤ المـريـب .. أمـا إذا كــانـت أجهـزتـها هـي الـتي قتـلت الشبان بأوامر من المسؤوليــن المعــنيين بالأمـن فإن هذه الحــكومـة تـتـحكـم بها عصـابة من المجـرمين والدكتـاتـوريين الجــدد وهي لا تســتحق الـبقاء بل يـجب عليـها المـغادرة فـوراً وتـقديم مرتـكـبي الجــرائم إلـى المحكمـة الجـنـائـية الـدولـية . رئـيس الـوزراء الكـاظمي وقبله عبـد المـهدي والعبـادي ، الذين طالما افـتخروا بأنــهم لا يكتـرثـون للمـنـصب ومستـعدون للاستـقـالة في أي لحـظة فـقد بـدأوا مـتمسكين بالمنـصب أكثر مـن أي شـخـص آخر !! عـلـما أن مـعـظم العـراقـيين فـي الـداخل والخـارج غيـر راضـين عنـهم لأنـهم مجـرمـون يقتـلون اي شـخص يـقف أمـامهم لطـلـب الحـقـوق والــحـريات والعـيـش الـكريم وهـذه من اكـبر واخـطـر الألـغـاز المـسكوت عـنها فـي العـراق . يـحاول رئـيس الـوزراء أن يستـغل هذا الـظـرف العـصيـب الـذي يـمر به العـراق فيـحاول استـبدال وزراء حالـيـين غيـر معنـيـين بمـوضوع الاحتـجاجـات مثل وزراء الهجرة والصنـاعة والصـحة والاتـصـالات بآخرين من أصدقـائه والـموالين له .. بيـنما كـان عليـه أن يقـيل وزيـري الداخـلـية والـدفـاع ورئيـس هيـئة الحشـد الشـعـبي الـذين فـشـلوا فـي أداء واجـبـاتـهم فـي حمـاية الشـعـب العــراقـي والصـحـافـيـيـن والنـاشطـين السياسـيـين مـن الـقـتـل والـخـطـف وضـمان حـقـه فـي الـتـظـاهـر الـسلمي والتعبـير عـن الـرأي .. المـجـتـمـع الــدولـي انتـقـد وطالـب بتـحـقـيـق يـنـجز خــلال أسبـوعـين لمـعـرفة من الذي ارتـكب مـجـزرة الناشطـين السيـاسيـين الـعـراقيـين المحـتـجزيـن لكـشفهم قـضايـا خـطـف وفـساد مـالـي بدعم حكومي وقتل الصحافين المعارضين . ومن خلال سجل الحكومات العراقية في التحقيقات لن يتوقع أحد أن تحقيقا تجريه جهة مرتبطة بالحكومة سيقود إلى نتيجة حاسمة لأنهم عصابة إجرامية بلباس رسمي . فالمطالبة بإجراء تحقيق في جناية ارتكبوها هو طلب مثير للسخرية لذلك فإن التحقيق في مثل هذه الأمور يجب أن تقوم به جهة تحترم الإنسانية وحقوق الإنسان مثل دولة المانيا او اي دولة تحت رعاية الأمم المتحدة مستقلة تماما عن الحكومة العراقية . الجميع في العراق يعلم من ارتكب هذه الجرائم بحق كل من عارض الحكومة من صحافيين وعلاميين ونشطاء سياسيين لكن كثيرين أصبحوا يخشون الإشارة لهم بالإسم كي لا يلقوا مصيرا مماثلاً .. الدور الإيراني في قمع وقتل الصحفيين العراقيين بات واضحاً لكل ذي عين في العراق وخارجه ،، فما الذي يدعو الزعيم الإيراني علي خامنئي إلى الاهتمام بمظاهرات شعبية داخلية على حكومة بلد آخر كي يرسل تغريدة عبر تويتر يصف فيها الاحتجاجات بأنها “مؤامرة” وأن الارتباط الإيراني العراقي يزداد “وثاقة” وأن “الأعداء عجزوا عن التفرقة بينهما” !! من هم الأعداء؟ هل يحسب الزعيم الإيراني المتظاهرين والصحافيين والناشطين العراقيين ضد نظام بلدهم أعداء لإيران؟ ولماذا تصدر السلطات الإيرانية ورجال الدين الإيرانيين التصريحات والبيانات حول الأوضاع الداخلية العراقية؟ أليست هي شأن عراقي داخلي فلماذا يقفون ضد مطالب الشعب؟ وهل العراقيون والإيرانيون وحدهم يؤمنون بالله دون الشعوب الأخرى؟ أم أنه توظيف للدين والمذهب ضد مطالب الشعب العراقي المشروعة وطموحات الشباب العراقيين الذين يريدون المساهمة في بناء دولتهم والعيش بحرية وكرامة؟ العراق اليوم يمر بمنعطف خطير يكاد يحدد ملامح الدولة أمام سطوة اللا دولة التي تقف خلفها ملشيات مدعومة ايرانياً خطفت القرار السياسي العراقي كما خطفت أرواح أبناء العراق وهذا الواقع المريب يحتم تدخلاً دولياً ينقذ العراق من الهيمنة الإقليمية المرتبطة بمشروع إيران بالمنطقة ..