
أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA) عن إغلاق المجال الجوي فوق مدينة أنكوريج في ولاية ألاسكا يوم الجمعة 15 آب الجاري، وذلك بسبب تنقلات لشخصيات وصفت بأنها “في غاية الأهمية”، في خطوة تعكس حجم الحدث السياسي المرتقب والمتمثل في القمة المنتظرة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب.
الإغلاق الجوي سيشمل دائرة نصف قطرها 48.3 كيلومتراً وعلى ارتفاع يصل إلى 5.5 كيلومترات، ويبدأ صباح الجمعة ويستمر حتى نهاية يوم السبت 16 آب، بهدف تأمين تنقلات الوفود الرئاسية وضمان حماية المجال الجوي خلال انعقاد القمة.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد صرّح في الثامن من أغسطس بأنه يتوقع عقد لقاء مع بوتين في ألاسكا، وهو ما أكده لاحقاً مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، مشيراً إلى وجود خطط فعلية لإجراء المحادثات في هذه الولاية التي تحمل إرثاً تاريخياً مشتركاً بين البلدين، إذ كانت جزءاً من الإمبراطورية الروسية قبل أن تُباع للولايات المتحدة عام 1867.
اختيار ألاسكا كموقع للقمة لم يكن محض صدفة، فهي تقع في نقطة جغرافية متوسطة بين واشنطن وموسكو، وتتمتع برمزية سياسية وتاريخية تجعلها أرضاً مناسبة للقاء بين زعيمين يمثلان قوتين عالميتين متنافستين.
ورغم عدم صدور إعلان رسمي عن جدول أعمال القمة، الا ان كل الاحتمالات والاخبار تشير إلى أن الملف الأوكراني سيكون في صدارة النقاشات، وسط تكهنات بأن ترمب يسعى إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مقابل اعتراف أميركي بسيطرة روسيا على بعض الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم.
الاتحاد الأوروبي عبّر عن قلقه من تغييب أوكرانيا عن القمة، مطالباً بضمانات أمنية لكييف، في حين لم يتلقَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوة رسمية لحضور اللقاء، لكنه أعرب عن استعداده للمشاركة إذا ما دُعي.
من جانبها، حذرت دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا من أي اتفاقات تُبرم على حساب أوكرانيا دون إشراكها في المفاوضات.
قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين تمثل لحظة مفصلية في مسار الأزمة الأوكرانية، وقد تكون بداية لتحولات جيوسياسية كبرى، أو مجرد محاولة دبلوماسية جديدة في طريق طويل نحو السلام.
وبين ترقب العالم وإغلاق الأجواء، تبقى الأنظار شاخصة نحو أنكوريج، حيث قد تُرسم ملامح مرحلة جديدة في العلاقات الدولية.